المقدار. الثالث: أن الكلام على ظاهره لكن تشبيه الجملة بالجملة لا ينافي أن يكون بعض الأفراد أكمل وأشرف، هذا ما ذكروه، وإنَّما وقفوا في هذا بناءً على أن التشبيه لا يكون إلَّا لإلحاق الناقص بالكامل كما ذكرنا من قول الشاعر، وذاك ليس بلازم؛ لأنَّ الغرض قد يكون إلحاق الخفي بالأشهر، ولا شك أن إبراهيم وآله أشهر في هذا المعنى، لا ترى أحدًا في الدُّنيا من مؤمن وكافر إلَّا وهو معترف بعظم إبراهيم وآله، وأمَّا ما اختاره النووي ونقله عن الشَّافعي، ففيه أن إفراد المعطوف بعيد، وإن كان جائزًا خلاف الأصل، وأيضًا السؤال إنما وقع عن الصَّلاة عليه، وإنَّما ذكر الآل تبعًا، فصرف التشبيه إلى الأول دون فيه ما فيه، وأيضًا لا يستقيم فيها إفراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذكر الآل كما في الرواية بعده (اللَّهم صلِّ على محمَّد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم).