نسيت آية كيت وكيت بل هو نُسي) بضم النون وكسر السين وتشديد الياء. قال القاضي: هذا أذم للحال الذي هو لازم لهذا القول. أي: بئس حال من حفظ القرآن، ثم غفل حتى نسيه. وقال الخطابي: معناه عوقب بالنسيان على ذنب كان منه، أو على ..... للقرآن. وهذان الوجهان مع كونهما غير ظاهرين من اللفظ لا يصحان؛ لأنه إنما ذم القول لا الفعل؛ لأنه قال بعده:(بل نسِّيَ) -بضم النون وتشديد السين على بناء المجهول فقد نسي؛ لأن الثلاثي مضارع للمزيد، ولا وجود للمزيد إلا مع وجوده، والظاهر أنه كره لفظ (نسيت) لأن الله تعالى حيث ذكر النسيان ذكره في معرض الذم. قال تعالى في شأن آدم:{فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}[طه: ١١٥] وقال في شأن الكافر: {أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا}[طه: ١٢٦].
قال ابن الأثير: للعلماء في معناه قولان: الأول: أن الله أنساه. الثاني: أن النسيان معناه الترك، فكره أن يقول: تركت القرآن. قلت:: الأول فيه نظر؛ لأن أفعال العباد كلها مخلوقة لله، والتحقيق أن النسيان له معنيان كما ذكره الجوهري، الأول: خلاف الحفظ والتذكر.
والثاني: الترك. ولما كان اللفظ موهمًا للترك كرهه لذلك. وهذا مخصوص بالقرآن كما قيده به في الحديث، فلا يرد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا نسيت فذكروني" فإن النسيان هنا معناه الذهول، إذ قد يكون نسيانه بالزيادة لا بالترك، كما تقدم في أبواب الصلاة أنه صلى الرباعية خمسًا. ألا ترى أنه في الباب بعده لما سمع القارئ: قال: رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن "، وفي رواية "أنسيتها" وهذا تحقيق وفقنا له بإلهام الله، وله المن.