٥٠٤٣ - (أبو النعمان) -بضم النون- محمد بن الفضل (غدونا على عبد الله) هو ابن مسعود (فقال رجل: قرأت المفصل البارحة) أي: من الحجرات إلى آخر القرآن (فقال: هذًّا كَهَذِّ الشعر) -الهذُّ: بتشديد الذال المعجمة- سرعة القطع شبهه بالشعر؛ لأن الذي ينشد الشعر غرضه أن يسمع الحاضرين من غير تأمل في إلى معناه.
فإن قلت: إذا قرأ الإنسان المفصل في ليلة، فعلى هذا المنوال يكون ختمه القرآن في أسبوع، وهذا كان دأب أكثر الصحابة. قلت: الظاهر أنه أراد قراءة المفصَّل في الصلاة، ولذلك رد عليه ابن مسعود بأنه كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرن بين سورتين في كل ركعة، ولا يزيد عليه.
فإن قلت: تقدم في باب تأليف القرآن عشرون سورة؟ قلت: أجاب بعضهم بأنه تسامح، فإنه أراد معظم العشرين وهي ثماني عشرة، وهذا ليس بشيء؛ لأنا نقلنا هناك من رواية أبي داود عشرين بأسمائها.
فإن قلت: عدهم هناك من المفصل وأخرجه هنا؟ قلت: ذاك على تأليف ابن مسعود، وهذا الذي على تأليف مصحف عثمان صرح به البخاري هناك على علقمة، وفي تأليف ابن مسعود: حم الدخان داخل في العشرين كما نقلناه على سنن أبي داود.