٥٠٦٩ - (الحكم) بفتح الحاء والكاف (أبو عوانة) بفتح العين (عن رقبة) بفتح القاف والموحدة (عن طلحة الياميّ) بفتح الياء بعدها ألف بعده ميم مكسورة، ويقال: الأيامي، واليامي: أبو قبيلة من همدان هو يام بن رابع (عن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس: تزوجت؟ قلت: لا قال: تزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساءً).
قال بعض الشارحين: فإن قلت: يلزم أن يكون آحاد الناس خيرًا من أبي بكر إذا كان أكثر نساءً. قلت: المراد بقوله: خير هذه الأمة أكثرها نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والأمة معناها الجماعة، وقد أبعد هذا القائل عن الصواب. أما أولًا: فلأن الترجمة المراد منها نساء أمته اقتداء به. وأما ثانيًا: فلأن إدخال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأمة وتأويل الأمة بالجماعة لا يذهب إليه من له ذوق. وأما ثالثًا: فلأن أمر ابن عباس سعيدًا بالتزوج، ثم تعليله بأن خير هذه الأمة أكثرها نساءً صريح في الترغيب في كثرة النساء لمن قدر عليه، على أن الكثرة لا تقتضي الاجتماع فينقص من هو أكثر امرأة منه، قد نقل ابن [عبد] البر أن المغيرة بن شعبة تزوج في الإسلام ثلاثمائة امرأة، وقيل ألف امرأة. هذا وأما الإشكال بأنه يلزم أن يكون آحاد الناس أفضل من الصديق فساقط، لأن الأفضلية مطلقًا من لا توجب الأفضلية مطلقًا، وكم له نظائر.