حِبّان، وكذا كل ما كان جامدًا مثله، والحكمةُ في ذلك: أن المائع يسري فيه كالماء بخلاف الجامد، فإنه بمثابة التراب.
٢٣٦ - (قال مَعْن) بفتح الميم وسكون العين (حدثنا مالكٌ ما لا أُحصيه) أي: لا أقدر على عده بقولٍ (عن ابن عباس عن ميمونة) قوله: قال معن، داخلٌ تحت الإسناد من كلام علي بن عبد الله يريد به الردّ على من يزعمُ أن هذا الحديث من مسندات ابن عباس.
(كلُّ كَلم يَكْلَمُهُ المسلمُ في سبيل الله، يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دمًا، اللون لون الدم، والعَرْفُ عَرْفُ المسك) الكَلْمُ -بفتح الكاف وسكون اللام-: الجراحة ولذلك أنث الضمير في قوله: "كهيئتها". ويُكْلَم -بضم الياء على بناء المجهول-: والعَرْف -بفتح العين وسكون الراء- الرائحة، أيَّة رائحة كانت. قاله الجوهري، إلا أن أكثر ما يطلق على الرائحة الطيبة. والمسك: لفظ معرب قاله الجوهري: وكانت العربُ تقول له: المشموم.
ولقد بالغ في التشبيه من وجوه: حذف أداة التشبيه، وكون الجراحة على هيئتها عند الطعن بعد هذه المدة المتطاولة، وصيغة التفعل في تفجر الدالة على الكثرةِ. والطعنُ: الضربُ بالرمح. أُريدَ به مطلق الضرب، من إطلاق المقيّد على المطلق مجازًا مرسلًا.