لم يكن [طويل] النجاد، والنِجاد -بكسر النون- حمائل السيف (عظيم الرماد) كناية عن الجود وأنه مضاف؛ لأن كثرة الرماد لكثرة إحراق الحطب ويلزمه كثرة الطبخ عادة ولا يكون ذلك إلا لكثرة الأكلة (قريب البيت من الناد) والندي -بفتح النون وكسر الدال وتشديد الياء- موضع اجتماع الناس يسهل الوصول إليه.
(وقالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك) ما استفهامية أرادت به السؤال عن شأنه، وكان القياس: من مالك؛ إلا أنها قصدت الوصف ثم شرحت ما سألت عنه فقالت: هو (خير من ذلك) أي: خير من كل شيء يذكر في شأنه (له إبل كثيرات المبارك) -جمع مبرك- موضع الإناخة، وكثرة المبارك دلت على كثرة الإبل (قليلات المسارح) المواضع التي تسرح فيها للرعي، أرادت أنه يخاف أن يرد عليه ضيف فتكون بعيدة فيقع بطؤ في القرى يحافظ على ذلك (إذا سمعن صوت المزهر) أي: إنها عرفت واعتادت بأن عند ذلك يقع النحْر فيها ... بهذا أنه يبلغ عليه الضيف قبل نزوله يشرع في أسباب الفرح والسرور (أيقنّ أنهن هوالك) لأن التجربة توجب عليم اليقين.
(قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع) أي: ما وصفه في الناس تقدم شرحه في قول تلك المرأة: مالك وما مالك (أنَاسَ من حلي أذني) يقال: ناس إذا تحرك، وأناس غيره حركه، والحُلي -بضم الحاء وتشديد الياء- جمع حَلي بفتح الحاء.
فإن قلت: ما معنى هذا الكلام؟ قلت: الأذن إذا كانت خالية لا تتحرك بخلاف ما إذا ثقلت بالحلي.
(وملأ من شحم عضدي) أي: أفاض علي أنواع النعم حتى سمنت؛ وذكرت العضد لأنه لا يشاهد دون سائر البدن، أو لأن العضد إنما يظهر السمن فيه بعد كمال السمن (وبجحني) -بفتح الباء وتشديد الجيم بعده حاء مهملة- أي: عظمني وفرحني (فبجحت) أي: تعظمت يقال: فلان تبجح إذا تعظم وافتخر (وجدني في أهل غنيمة) -مصغر غنم- أي: لم يكن لأهلي ثروة وأموال (بشق) -بكسر الباء -أي: بضيق عيش، الجار والمجرور في محل