لا ينظرون من أمهاتهم إلى ذلك، فضلًا عن تلك الحضرة معدن الحياء وأما طلبُ الإناء لتُرِيهم مقدار الماء، ورُبّما كانت تريدُ الغسل فاتفَقَ حضورهما، ولا شك أن غسلها وإن كان وراء الحجاب، فهو أبلَغُ من الوصف بالقول.
(وقال يزيد بن هارون) من الزيادة (وبهز) بفتح الباء آخره زاي معجمة (والجُدِّي) -بضم الجيم وكسر الدال وتشديد الياء- عبد الملك بن إبراهيم الحجازي (عن شعبة: قدر صاع) أي: في رواية لفظ: قدر، مكان: نحو.
٢٥٢ - (زُهير) بضم الزاي على وزن المصغر (أبي إسحاق حدثنا أبو جعفر) أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو جعفر هو محمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر رضي الله عنه وعن آبائه الطاهرين (فسألوه) السائل أبو جعفر راوي الحديث، جاء صريحًا في رواية النسائي (عن الغسل) أي: عن مقدار ماء الغسل لقوله: (يكفيك صاع فقال رجل: ما يكفيني) هذا الرجل هو حسن بن محمد بن الحنفية، سيأتي صريحًا.
(كان يكفي مَنْ هو أوفى منك شَعْرًا، وخيرٌ منك) يُريدُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (ثم أمَّنا في ثوب واحد) أي: جابرٌ، سيأتي مرارًا صريحًا لما قيل له: تصلي في ثوب، وثيابك على المشجب؟ قال: إنما فعلت ذلك ليراني أحمق مثلك، وأينا كان يجد ثوبين في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن قال: أمنا، أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد زَلّت به القدم. وقوله: خيرٌ منك، مرفوع خبر مبتدأ محذوف، ويروى بالنصب عطفًا على مَنْ.