وستين"، وقد حققنا في باب وفاته أن الحق أنه عاش ثلاثًا وستين سنة، وسائر الروايات باعتبار سنة الولادة والوفاة من الاعتبار بالكسر وعدم اعتباره.
٥٩٠١ - (وقال بعض أصحابي عن مالك).
فإن قلت: هذه رواية عن المجهول؟ قلت: معلوم من شأن البخاري أنه لا يحدث إلا عن الثقات.
(وإن جمته لتضرب قريبًا من منكبيه) -بضم الجيم وتشديد الميم- شعر الرأس إذا تجاوز عن الآذان. (ما حدث به إلا ضحك) هذا كلام أبي إسحاق، والذي يضحك لأنه كان يتذكر حسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو فرحًا بلغ إلى أن روى الحديث.
فإن قلت: في رواية شعبة أن شعره يبلغ شحمة أذنيه، وهو مخالف لما تقدم؟ قلت: في رواية شعبة أن شعره يبلغ لا تنافي، فإن ذلك باعتبار الوقتين، وقد اختلف الروايات في مقدار شعره. ففي رواية أبي داود والترمذي عن عائشة: "كان شعره فوق الوفرة ودون الجمة" قال الجوهري: الوفرة شعر الرأس إذا بلغ الأذن، والجمة: إذا تجاوز الأذن وقرب المنكبين، واللمة -بكسر اللام- إذا نزل إلى المنكب. وقد روى أبو داود والترمذي عن أم هانئ "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة وله أربع غدائر".