أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلَاّ نَقَضَهُ.
٥٩٥٣ - حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِى هُرَيْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ فَرَأَى أَعْلَاهَا مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِى، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً». ثُمَّ دَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ إِبْطَهُ فَقُلْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشَىْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ مُنْتَهَى الْحِلْيَةِ. طرفه ٧٥٥٩
ــ
(أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب) مصدر صلب إذا اتخذ صليبًا، مصدر بمعنى المفعول، يجوز أن يكون مراده صليب النصارى، وأن يراد النقوش أي نقش كان، فإنه شاغل الخاطر في الصلاة، وهذا هو الظاهر.
٥٩٥٣ - (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي) أي: يحكيه عن الله، فإنه حديث قدسي (فليخلقوا حبة أو ذرة) قيل: الذرة النملة الصغيرة في الإعجاز، ولو كان المراد النملة لكان الواجب تقديمها على الحبة كما لا يخفى، وبهذا يظهر أن ما قاله النووي -من أن معناه: ليخلقوا ذرة تنصرف بنفسها أو حبة لها طعم- ليس بذلك، وأن الصواب إطلاق الحبة والذرة على ما ذكرنا، فإنه أدل على الإعجاز.
قال بعض الشارحين: إن أحدًا لا يقدر على خلق مثل خلقه فما معنى قوله: "ذهب يخلق مثل خلقي"؟ قلت: التشبيه إنما هو في الصورة لا في كل الوجوه. وهذا الذي قاله غلط، فإن المشابهة باعتبار الصورة ليست منفية، بل المراد: الإيجاد من العدم، ولذلك أردفه بقوله:"فليخلقوا حبة أو ذرة".
(فدعا بتور) -بالتاء المثناة- الإجانة والقدح، و (الحلية) -بكسر الحاء- النور يوم القيامة من أثر الوضوء.
فإن قلت: ليس بين حديث الوضوء والنهي عن التصاوير مناسبة بوجه؟ قلت: روى أبو زرعة ما شاهده في تلك الحالة وما سمعه، وقد مضى من هذا النمط في مواضع.