٦١٤٧ - حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ أَلَا كُلُّ شَىْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ».
ــ
الحاء أي: علمًا وفقهًا قال الله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}[مريم: ١٢] من تبعيضية، والغرض أن الشعر ليس كله مذمومًا، بل منه حسن إذا كان في مدح الإسلام والمسلمين، ألا ترى أن النابغة لما أنشد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قصيدته المشهورة، فلما [أنشد] هذا البيت:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
قال له رسول الله-صلى الله عليه وسلم -: "لا فض الله فاك".
٦١٤٦ - (هل أنت إلا إصبع دَمِيت) بتاء الخطاب.
فإن قلت: هذا بيت، وقد قال تعالى:{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ}[يس:٦٩]؟ قلت: أجاب بعضهم بأن هذا رجز ليس بشعر عند الأخفش، وليس بشيء فإنه بحر من الشعر عند واضع الفن، وهو الخليل بن أحمد، ثم قال: أو المنفى عنه صفة الشعر هذا أيضًا لغو من الكلام، فإن المشركين كانوا عالمين بأنه ليس شاعرًا إذ لم يقل بيتًا في عمره قبل النبوة، ثم قال: وتاء الخطاب في الرجز مكسورة، وفي الحديث ساكنة، وهذا موضع -مع كونه تغييرًا للرواية غلط؛ لأن البيت رجز سواء كانت التاء متحركة أو ساكنة، والصواب في الجواب أن الشعر كلام موزون مقفى بالقصد، والدليل على ذلك أن السكاكي ذكر في "دفع المطاعن عن القرآن" أن بحور الشعر كلها واقعة في القرآن، ولا ضيرًا في ذلك إذ لم يكن ذلك عن قصد، بل وقع اتفاقًا.
٦١٤٧ - (محمد بن بشار) بفتح الباء وتشديد الشين (ابن مهدي) محمد بن إبراهيم (أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد) أي: أصدق بيت، فإن الكلمة لغة تطلق على كل كلام،