٦٤٨١ - (معتمر) بكسر الميم الثانية (قال: فإنه لم يبتئِر عند الله خيرًا) بفتح المثناة تحت والموحدة بعدها مثناة فوق بعدها همزة (فسَّرها تتادة: فلم يدّخر) وفي رواية ابن السكن "لم يأبتر" بتقديم الهمزة، قال القاضي: والمعنى واحد (وإن يَقدم على الله) بفتح الياء والدال (فاسحقوني - أو قال: فاسهكوني) متقاربان معناهما: الدق الناعم (وربي ففعلوا) هذا كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جملة معترضة تؤكد القضية.
فإن قلت: قد وقع في كلامه ما يدل على الشك في قدرة الله تعالى، ودل عليه فعله وآخر الحديث أنه تعالى تغمده؟ قلت: قد أكثروا القول، والصواب أنه لم يكن شاكًّا في قدرة الله تعالى دلّ عليه قوله لمَّا قال له:(أي عبدي، ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك) فإنه من غاية الخوف، بخبر فلم يجد طريق الخلاص ما تقدم من حديث الضالة لمّا وجدها، من شدة الفرح قال: يا عبدي أنا ربك (فقال الله: كن، فكان) للعلماء فيه قولان: أحدهما: أن قول: كن حقيقة جرت بذكر عادة الله، أي: في إيجاد الكائنات. والثاني: أنه بمثل سرعة وجود من تعلقت بوجوده إرادته (فما تلافاه أن رحمه)"ما" موصولة، أي: الذي تداركه رحمة الله، وقيل: إلّا مقدَّرة أي إلّا رحمته، وما: نافية، وفي الحديث دلالة على أن