بمكة في حجة الوداع، وقد سلف مرارًا، وموضع الدلالة هنا قوله:
(ولا يرثني إلا ابنتي) من ذوي الفروض، قاله النووي (إنك إن تركت ولدك أغنياء) هذا إخبار عن الغيب بأنه يعيش حتى يولد له (عالة) جمع عائل، وهو الفقير (يتكففون الناس) أي: يسألون بأكفهم (فقلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَأُخَلَّف عن هجرتي) كان يكره أن يموت بمكة لأنها دار هجروها في الله تعالى (قال: لن تُخَلف بعدي فتعمل عملًا تبتغي به وجه [لله] إلا ازددت به رفعة) هذا أسلوب غريب، فإنه خاف أن يخلف بمكة بأن يموت من ذلك المرض، فأخبره بأنه لا يموت في ذلك المرض بل يعيش بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (ولعلك أن تخلّفَ بعدي فينتفعَ بك أقوام ويُضَرَ بك آخرون) وكذا جرى، على يده كانت فتوح العراق، لاسيما فتح القادسية وحرب رستم (لكن البائس سعد بن خولة) استدراكًا من قصة سعد (يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه مات بمكة) لما قدمنا من أنهم كانوا يكرهون الموت بمكة (وسعد بن خولة رجل من بني عامر) وقال ابن عبد البر: كان حليفًا لهم، وقيل مولى لهم، وليس في الحديث إلا أن البنت ترث من أبيها، وأما مقدار إرثها مذكور في نص القرآن.