للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقُرَّاءُ بِالْبَصْرَةِ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ أَبِى إِلَى أَبِى بَرْزَةَ الأَسْلَمِىِّ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فِي دَارِهِ وَهْوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ عُلِّيَّةٍ لَهُ مِنْ قَصَبٍ، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَأَنْشَأَ أَبِى يَسْتَطْعِمُهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ يَا أَبَا بَرْزَةَ أَلَا تَرَى مَا وَقَعَ فِيهِ النَّاسُ فَأَوَّلُ شَىْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ إِنِّى احْتَسَبْتُ عِنْدَ اللَّهِ أَنِّى أَصْبَحْتُ سَاخِطًا عَلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّذِى عَلِمْتُمْ مِنَ الذِّلَّةِ وَالْقِلَّةِ وَالضَّلَالَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَنْقَذَكُمْ بِالإِسْلَامِ وَبِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَلَغَ بِكُمْ مَا تَرَوْنَ، وَهَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِى أَفْسَدَتْ بَيْنَكُمْ، إِنَّ ذَاكَ الَّذِى بِالشَّأْمِ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلَاّ عَلَى الدُّنْيَا. وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُونَ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنْ ذَاكَ الَّذِي بِمَكَّةَ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا. طرفه ٧٢٧١

ــ

بالبصرة) ابن زياد هو عبد الله بن زياد بن أبيه، كان أميرًا ليزيد بالعراق، فلما مات يزيد وتولى ابنه معاوية دعا أهل البصرة إلى البيعة لابن الزبير، فهرب ابن زياد إلى الشام، فاجتمع بمروان ثم مات معاوية فدعا مروان إلى نفسه، وابن الزبير بمكة دعا إلى نفسه، والقراء هم الخوارج خرجوا عن كل من كان خليفة، وقيل: هؤلاء طائفة سموا أنفسهم توابين لم يقوموا في نصر حسين بن علي (أبو برزة الأسلمي) الصحابي المكرم (في ظل عُليَّة) بضم العين وتشديد اللام المكسورة: القصر (فأنشأ أبي يستطعمه الحديث) أي يطلبه منه كلام على طريق المثل، قال ابن بطال: وجه الدلالة في حديث أبي برزة على الترجمة هو قوله: (إن الذي بالشام) يريد مروان (والله إن يُقاتل إلا على الدنيا) فإنه بايع مروان ثم قال في غيبته هذا الكلام، ورده شيخ الإسلام بان أبا برزة لم يبايع أحدًا من هؤلاء بل كان معتزلًا على الكل. بل وجه الدلالة هو أن غرض أبي برزة أن مروان في طلب الإمارة وإن أظهر أنه يريد صلاح المسلمين فهو كاذب في ذلك باطنه خلاف ظاهره.

(إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -) على عهد في موضع الحال من الضمير المجرور، وقد بين حذيفة وجه كون هؤلاء شرًّا من أولئك بأن أولئك كانوا يسرون، وهؤلاء يجهرون.

فإن قلت: النفاق إبطان الكفر وإظهار الإيمان فلا يعقل فيه الجهر. قلت: ليس الكلام هنا في النفاق الذي هو نوع من الكفر بل المراد ما يشبه ذلك كما تقدم في أبواب الإيمان "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا" وهؤلاء الذين أرادهم حذيفة الذين يدخلون في بيعة

<<  <  ج: ص:  >  >>