للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَدِلَالَةٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى (ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ) هَذَا حُكْمُ اللَّهِ (لَا رَيْبَ) لَا شَكَّ، (تِلْكَ آيَاتُ) يَعْنِى هَذِهِ أَعْلَامُ الْقُرْآنِ وَمِثْلُهُ (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) يَعْنِى بِكُمْ. وَقَالَ أَنَسٌ بَعَثَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - خَالَهُ حَرَامًا إِلَى قَوْمِهِ وَقَالَ أَتُؤْمِنُونِى أُبَلِّغُ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ.

٧٥٣٠ - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّىُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِىُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىُّ

ــ

({ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ} [الممتحنة:١٠] هذا حكم الله) أي وقع ذلك موضع هذا لأنه إشارة إلى الحكم المذكور قبله ({لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: ٢] لا شك) أشار إلى أن إطلاق الريب على الشك مجاز، لأن الريب لغة: القلق واضطراب النفس، والشك: يوجب القلق، فأطلق لفظ السبب على المسبب ({تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ} [لقمان: ٢]) أي هذه مثل ذلك الكتاب في وضع البعيد موضع القريب، ومثل قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: ٢٢] يعني بكم، وجه الشبه أن هذا أيضًا مصروف عن ظاهره من الخطاب إلى الغيبة. قال صاحب "الكشاف": وجه الصرف والنكتة فيه كأنه تعجب غيرهم من فعلهم، ويدعوهم إلى الإنكار عليهم، والأحسن أن يقال: وجه الصرف الدلالة على أن الجري إنما هو بإرادة الله وقدرته، ليس لمن فيها تأثير كأن المخاطبين عبث.

(وقال أنس: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خاله حرامًا إلى قومه) هذا الذي علقه هنا طرف من حديث طويل تقدم في المغازي، كانوا سبعين راكبًا ذهبوا إلى ابن عامر فغدروا بهم، كما تقدم هناك مفصلًا، وموضع الدلالة قوله: (أبلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) فإنه يدل على أن قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [المائدة: ٦٧] يكفيه أن يبلغه إلى طائفة ثم هم يبلغونه إلى غيرهم.

٧٥٣٠ - (الفضل بن يعقوب) ضد النقص (عبد الله بن جعفر الرُّقّي) بضم الراء وتشديد القاف نسبة إلى بلد بالعراق (المعتمر بن سليمان) قال الزركشي: هو معمر بضم الميم الأولى وتشديد الثانية لأن عبد الله بن جعفر لم يرو عن معتمر بن سليمان، وقال شيخ الإسلام: معمر بالتشديد ابن سليمان ليس له في البخاري حديث (سعيد بن عبيد الله) مصغر، وفي رواية

<<  <  ج: ص:  >  >>