٧٥٥٣ - ٧٥٥٤ - حديث أبي هريرة لما قضى الله الخلق أي: قدر في الأزل على الإجمال وجودهم فلا يخالفه. قوله:(إن الله قد كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلق) فإن هذا إشارة إلى أن وجودهم بالفعل على هذا النمط المشاهد فهو عائد إلى الأول، ولا مخالفة إلا في العبارة. قال بعض الشارحين: لما قضى الله الخلق أتمه فأشكل عليه كتب قبل أن يخلق الخلق، فأجاب بأن المراد في الأول التعليق [٤٢٠/ ب] الحادث بعد الخلق، وهذا الذي قاله فاسد، فإن الكتاب واحد بالاتفاق فيه إشارة إلى أن التقدير أزلي، وأما الذي يكتب بعد الخلق: هو الذي يكتبه الملك من الكلمات الأربع: الرزق والأجل والشقاوة والسعادة. وهذا الكتاب: الجمهور على أنه اللوح وهو فوق العرش، والظاهر أنه كتاب آخر مفرد لهذا الحكم خاصة. وقد سلف أن معنى قوله:(أن رحمتي سبقت غضبي) وفى الرواية الأخرى: "غلبت" هو زيادة كثرة المرحومين أما في الدنيا فظاهر، وأما في العقبى فإن أحدًا لا يدخل الجنة إلا بفضل رحمته، وكفاك دليلًا أنه يجازي السيئة بمثلها إن لم يغفرها، والحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف لا يعلمها غيره تعالى (فهو مكتوب عنده فوق العرش) العندية المكانية محال، تعالى عن ذلك، فهو كناية عن كمال ثبوت ما فيه ثبوتًا لازمًا لأنه في حفظ من لا يفوته شيء. ولذلك لم يودعه ملكًا.