(وقال أبو ذر وأبو هريرة: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله) استدل به على أن الإيمان عمل، وإذا كان عملًا فهو مخلوق لله لقوله: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦)} [الصافات: ٩٦](وقال: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السجدة: ١٧]) ولا شك أن الجزاء إنما هو على فعل الجوارح والقلب فهي كلها مخلوقة لله.
٧٥٥٥ - (أبو قلابة) بكسر القاف عبد الله الجرمي (زهدم) بفتح الزاي المعجمة وسكون الهاء، روى حديث أبي موسى الأشعري وقد سلف في المغازي، وموضع الدلالة هنا قوله:(لست أنا أحملكم، ولكن الله حملكم) فإن الحامل هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن الفعل يستند إلى فاعله، وإنما أسند الفعل إليه لكونه خالقًا له، وليس هذا مثل قوله:{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}[الأنفال: ١٧] فإن المراد هناك أن ذلك كان خارقًا للعادة معجزة لك، والمعجزة فعل الله تعالى حقيقة بخلاف العمل فإنه وإن كان فعلًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه بخلق الله (ودٌ واخاء) بكسر الهمزة أي: مؤاخاة (رجل من بني تيْم الله) -بفتح التاء وسكون التحتانية-. قال الجوهري: تيم الله حيٌ من بكر بن وائل. ومعنى تيم الله: عبد الله (فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى) -بالذال المعجمة- أي البيض السنام، والذود ما بين الإثنين إلى