٧٥٦٣ - حَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ». طرفه ٦٤٠٦
ــ
٧٥٦٣ - (أشكاب) بفتح الهمزة وشين معجمة آخره باء موحدة (محمد بن فُضيل) بضم الفاء مصغر (عُمارة) بضم العين وتخفيف الميم (ابن القعقاع) بفتح القاف المكررة وعين كذلك (عن أبي زرعة) بضم المعجمة اسمه: هرم. (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) سبحان الله وما عطف عليه مبتدأ، وكلمتان مع الأوصاف خبر، وقدم الخبر على المبتدأ تشويقًا إليه. وهذا باب من البلاغة له شأن عند أربابها لا سيما إذا كان فيه تطويل كقول الشاعر:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها ... شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر
فإن قلت: سبحان، منصوب فكيف يكون مبتدأً؟ قلت: المراد هذا اللفظ، والناصب هنا واجب الحذف. فإن قلت: إذا لم يكن مصطلح النحاة فكيف يقع مبتدأً؟ قلت: يؤول بهذا اللفظ كقولك: زيد حمله.
فإن قلت: ما معنى قوله: حبيبتان إلى الرحمن؟ قلت: محبة الله لأفعال الرضا، وإجزال الثواب.
فإن قلت: الفعيل إذا كان بمعنى المفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث. قلت: ذاك جائر، وهذا هو الأصل. ذكره صاحب "الكشاف": أو أنث حملًا للفعل على المفعول حملا للنقيض، أو مشاكلة لما بعده: ثقيلتان وخفيفتان فعيل بمعنى الفاعل. وأما جعل حبيبتان بمعنى الفاعل لا وجه له، وكذ جعله من عداد أسماء لأن المعنى على الوصفية.
فإن قلت: لم صارت هاتان الكلمتان منشأ هذه الفضيلة؟ قلت: الصفات على قسمين: صفة جلال، وصفة كمال. الأولى: ما دلت على سلب ما لا يليق بجناب قدسه، الثانية: ما دلت على اتصافه بما يليق بكبريائه. وسبحان مأخوذ من سبح الأرض إذا أبعد فيها لا سيما وقد صار علمًا للحقيقة الحاضرة في الدين فكانه قيل: ما أبعده عن كل ما لا يليق