للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِى جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، وَرَأَيْتُ بِلَالاً أَخَذَ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَبْتَدِرُونَ ذَاكَ الْوَضُوءَ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ، ثُمَّ رَأَيْتُ بِلَالاً أَخَذَ عَنَزَةً فَرَكَزَهَا، وَخَرَجَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مُشَمِّرًا، صَلَّى إِلَى الْعَنَزَةِ بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ وَالدَّوَابَّ يَمُرُّونَ مِنْ بَيْنِ يَدَىِ الْعَنَزَةِ. طرفه ١٨٧

ــ

الكوفي، اسمه زكريا يكنى أبا يحيى الهمداني الأعمى مولى عمر بن عبد الوادعي. كذا ذكره المقدسي وشيخ الإسلام، فمن قال: هو أخو زكريا فقد التبس عليه (عون) بفتح العين وسكون الواو وآخره نون (أبو جحيفة) -بضم الجيم وفتح الحاء على وزن المصغر- وهب بن عبد الله السوائي.

(رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبة حمراء من أدم) -بفتح الهمزة والدال جمع أديم كخدم في خديم- الجلد قبل الدباغ وبعده (ورأيت بلالًا أخذ وَضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) -بفتح الواو على الأشهر- الماء الذي يتوضأ منه، أو الذي توضا به أي: استعمله في الوضوء (ورأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء) أي يسبق بعضهم بعضًا، وقد سبق في كتاب الطهارة: يقتتلون، وهو أبلغ، وفيه دلالة على استحباب التبرك بآثار الصالحين من ماء وطعام وغيرهما (ثم رأيت بلالًا أخذ عنزة فركزها) قال ابن الأثير: العنزة -بفتح العين والنون وزاي معجمة- مثل نصف الرمح أو أكبر، فيه سنان مثل سنان الرمح، والركز الغرز في الأرض، قاله الجوهري.

(وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في حلة حمراء) الحلة ثوبان من جنس واحد أحدهما فوق الآخر، وما رواه الترمذي أن رجلًا مر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبان أحمران فسلم فلم يرد عليه الحديث ضعيف، وعلى تقدير صحته ليس صريحًا في المقصود، سمي بذلك لحلول أحدهما فوق الآخر (مشمرًا) أي: ثوبه إلى أنصاف ساقيه لما جاء في رواية: "كأني أنظر إلى بياض ساقيه" (٢) (صلى بالناس ركعتين) أي: ملتبسًا بهم إمامًا لهم صلاة الظهر، صرح به في الرواية الأخرى في باب الصلاة إلى العنزة (والناس يمرون بين يدي العنزة) أي: قدامها.

<<  <  ج: ص:  >  >>