ومحصل الروايات واحد، وهو ستر الناس عن المطر ونحوه. قال شيخ الإسلام: وفي رواية: "أُكِن" بضم الهمزة وكسر الكاف على أنه فعل مضارع فاعله عمر (وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس) بفتح التاء من فتنه: أوقعه في الفتنة، ورواه بعضهم بضم التاء الأولى وكسر الثانية من أفتنه، وأنكره الأصمعي، والظاهر أن إنكار عمر في التصفير والتحمير نشأ من رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخميصة على أبي جهم (وقال أنس: يتفاهون فيها) أي: يتفاخرون في بنيان المساجد بالتذهيب والنقوش (ثم لا يعمرونها إلا قليلًا) -بفتح الياء وسكون [العين]- والمراد عمارتها بالصلاة وسائر العبادات من التلاوة والذكر.
(وقال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرنت اليهود والنصارى) الزخرفة: تزيين البناء وغيره بالزخرف وهو الذهبء قال الجوهري: الزخرف الذهب، ثم شبه به كل مموه مزوق. وما رواه عن ابن عباس بعض من حديث مرفوع، ولم يكن على شرطه.
فإن قلت: هؤلاء كلهم أنكروا تذهيب المساجد وتزيينها، فما بال الناس قاطبة على تذهيب المساجد والمدارس؟ قلت: هؤلاء لم يسندوا الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورأى المتأخرون في ذلك إظهار شوكة الإسلام، وما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن.
٤٤٦ - (عن صالح بن كيسان) بفتح الكاف وسكون الياء (أن المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مبنيًّا باللبن وسقفه الجريد وعمده الخشب) يريد مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اللام فيه للعهد. اللبن -بفتح اللام وكسر الموحدة- قال الجوهري: جمع لبنة ككلم في كلمة، وقال