للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَتَبَاهَوْنَ بِهَا، ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إِلَاّ قَلِيلاً. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

٤٤٦ - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمَسْجِدَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَبْنِيًّا بِاللَّبِنِ، وَسَقْفُهُ الْجَرِيدُ، وَعُمُدُهُ خَشَبُ النَّخْلِ، فَلَمْ

ــ

ثبوت الهمزة مفتوحة، أمر من أكن وهو أجود.

وبكسر الكاف بدون الهمزة المفتوحة، من كن.

والثالث: حذف الهمزة المضمومة، من كنه فهو مكنون.

ومحصل الروايات واحد، وهو ستر الناس عن المطر ونحوه. قال شيخ الإسلام: وفي رواية: "أُكِن" بضم الهمزة وكسر الكاف على أنه فعل مضارع فاعله عمر (وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس) بفتح التاء من فتنه: أوقعه في الفتنة، ورواه بعضهم بضم التاء الأولى وكسر الثانية من أفتنه، وأنكره الأصمعي، والظاهر أن إنكار عمر في التصفير والتحمير نشأ من رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخميصة على أبي جهم (وقال أنس: يتفاهون فيها) أي: يتفاخرون في بنيان المساجد بالتذهيب والنقوش (ثم لا يعمرونها إلا قليلًا) -بفتح الياء وسكون [العين]- والمراد عمارتها بالصلاة وسائر العبادات من التلاوة والذكر.

(وقال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرنت اليهود والنصارى) الزخرفة: تزيين البناء وغيره بالزخرف وهو الذهبء قال الجوهري: الزخرف الذهب، ثم شبه به كل مموه مزوق. وما رواه عن ابن عباس بعض من حديث مرفوع، ولم يكن على شرطه.

فإن قلت: هؤلاء كلهم أنكروا تذهيب المساجد وتزيينها، فما بال الناس قاطبة على تذهيب المساجد والمدارس؟ قلت: هؤلاء لم يسندوا الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورأى المتأخرون في ذلك إظهار شوكة الإسلام، وما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن.

٤٤٦ - (عن صالح بن كيسان) بفتح الكاف وسكون الياء (أن المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مبنيًّا باللبن وسقفه الجريد وعمده الخشب) يريد مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اللام فيه للعهد. اللبن -بفتح اللام وكسر الموحدة- قال الجوهري: جمع لبنة ككلم في كلمة، وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>