(وخرجت السَرَعان) -بفتح السين والرّاء- قال ابن الأثير: هم أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء، ويجوز إسكان الراء فيه. وقال الجوهري: سرعان الناس -بالتحريك- أوائلهم (وفي القوم رجل في يديه طول، يقال له: ذو اليدين) غلب عليه هذا الاسم لطول في يديه، واسمه خرباق -بكسر المعجمة وسكون الرّاء وباء موحدة آخره قاف (أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: لم أنسَ ولم تقصر) قصرت: بضم القاف علي بناء المجهول؛ وكذا: لم تقصر (فقال: كما قال ذو اليدين؟ فقالوا: نعم، فتقدم فصلى ما ترك).
وفي الحديث فوائد جمة نشير إلى بعضها: منها: جواز وقوع السهو منه، وقد صرّح به في قوله:"إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني". والفرق بينه وبين غيره أنه لا يقرر على ذلك بل ينبه عليه، ومنه أنه قال:"لم أنس، ولم تقصر" وكان النسيان واقعًا، ولا يلزم منه الكذب؛ لأن هذا الإخبار كان بناء على ظنه، فهو خبر مقيد، كما إذا قلت: لم أضرب زيدًا في الدّار، وقد ضربته خارج الدّار، لا يكون كذبًا، وإياك أن تظن أن هذا مذهب من يقول: صدق الخبر مطابقته لاعتقاد المخبر، فإن ذاك معناه أنه صدق وإن خالف الواقع، وهذا معناه مطلق للواقع في اعتقادي فافترقا.
ومنها: وقوع الكلام منه - صلى الله عليه وسلم - في أثناء الصلاة ولم يعدها، فمن قال: إن الكلام نسيانًا لا يبطل الصّلاة، فلا إشكال عليه، وهو مذهب الجمهور. وقال أبو حنيفة: تبطل به الصلاة. فالحديث يشكل عليه، وأجاب أصحابه بأن هذا الحديث منسوخ بحديث ابن مسعود، وردّه