جهة ولا مقابلة؛ والحديث رواه الجمُّ الغفير فلا يمنعه إلا من رمي بسهم الشقاء.
وأنا أقول: خاضعًا لجناب قدسه تعالى: إني آمنت بما قال رسولك الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -، فبحرمته لديك أن تجعلني من الفائزين برؤية جمالك، إنك على ذلك قدير، وأنت الذي لا ترد سائِلك خائبًا.
(فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؛ فافعلوا ثمّ قرأ:{فَسَبِّحْ} الواقع في النسخ "قبل الغروب" فالضواب {وَسَبِّحْ} بالواو كذلك هو القرآن الكريم. (وقال إسماعيل: افعلوا لا تفوتنكم) من قول إسماعيل، شرح كقوله في الحديث "فافعلوا". قلت: هو كذلك من قول إسماعيل، ولكن ليس تفسيرًا لقوله "فافعلوا" بدليل عدم أيّ والفاء؛ بل هو كلام يحث به على الفعل نوعًا من الوعظ والإيقاظ.
فإن قلتَ: كيف دلّ الحديث على فضل صلاة العصر؟ قلت: لما ذكر رؤية الله الذي هو أعظم المقاصد، وأردفه بذكر الحث على صلاة العصر والفجر، دلّ دلالة ظاهرة على أنهما بمكان عند الله، تصلحان وسيلة لذلك القصد العظيم.
٥٥٥ - (عن أبي الزناد) -بكسر الزاي المعجمة، بعدها نون- عبد الله بن ذكوان (أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يتعاقبون فيكلم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار) كان الظاهر أن يقول: يتعاقب بالإفراد، إلا أنه أتى بضمير الجمع مع الفاعل المظهر، وهي لغة بني الحارث، مذهب الأخفش جوازه، وقيل: الوجه فيه أن يكون المظهر بدلًا من المضمر. وتنكير الملائكة لأن الطائفة الثانية غير الأولى (ثم بعرج الذين باتوا فيكم؛ فيسألهم ربهم وهو أعلم