يعشي الأضياف، فالصواب أن لبثه كان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي معه العشاء، ولما صلى معه العشاء في المسجد رجع معه من المسجد إلى بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتعشى معه.
وأما قوله: أبي بكر تعشى ليس معناه أنه تعشى في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده، ثم تعشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده ببيته. رواية مسلم هكذا:"وإن أبا بكر تعشى عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم لبث حتى صليت العشاء، ثم رجع فلبث حتى نعس رسول الله" من النعاس، وفي رواية:"تعشى" أي: أبو بكر معه، إنما قدم ذكر عشاء أبي بكر إشارة إلى وجه تأخره عن أضيافه.
(أو ما عشيتيهم) كذا بالياء بعد التاء، والوجه أنها تولدت من الإشباع، وفي بعضها بلا ياء، وهو الظاهر (قد عرضوا فابوا) بضم العين وتشديد الراء على بناء المجهول، وضبطه صاحب "المطالع" مخففًا. قال ابن الأثير: من العراضة وهي الميرة، ومعناه: أنهم عرض عليهم الطعام فلم يأكلوا (فذهبت أنا فاختبأت) -بالخاء- أي: اختفيت عنه، علم أنه سيغضب (فقال: يا غنثر) بضم الغين المعجمة ثم النون ثم الثاء المثلثة المفتوحة أو المضمومة لغتان، ومعناه: الثقيل أو الجاهل، وقيل: هو الذباب الأزرق حقَّرَه بهذا الكلام وقيل: اللئيم، وحكي فتح المعجمة مع المثناة، ورواه الخطابي بالعين المهملة، والتاء المثناة (فجدع) بالجيم وتشديد الدال. أي: دعا علي بالجدع وهو قطع الأطراف. قال ابن الأثير: استعماله في الأنف أكثر، وقال جاع خاصم (كلو [لا] هنيئًا) الخطاب لمن كان في البيت من أهله والأضياف لأنه تكلم في حالة الغضب، وقيل: خطاب للأضياف على طريق الإخبار لا الدعاء، أي: الأكل في هذا الوقت ليس أكلًا هنيئًا (وايم الله ما تأخذ من لقمة إلا رَبَا من أسفلها أكثر منها) وايم الله -بهمزة القطع- أصله أيمن جمع يمين، خفف بحذف النون لكثرة الاستعمال، وقد تحذف همزته في الوصل، ويجيء على الأصل وأيمن الله، وقد عدوا فيه إلى تسع لغات. ولفظ أكثر هو الرواية، وقد يروى بالباء الموحدة.