٦٨٠ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِىُّ - وَكَانَ تَبِعَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّى لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الاِثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ، فَكَشَفَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا، وَهْوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ
ــ
(فقلت لحفصة: قولي له: ان أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء).
فإن قلت: ما وجه أمرها حفصة أن تقول ما قالته هي بنفسها؟ قلت: استعانت بها فإن اتفاق الأقوال والآراء أقوى وأشد تأثيرًا (إنكن لأنتن صواحب يوسف) تشبيه بليغ، والوجه الدعاء إلى الباطل:
فإن قلت: تقدم في حديث عائشة: "إنكن" وهنا زاد لفظ: (لأنتن). قلت: لما أعادت عليه بعد الأمر أولًا زاد في الإنكار.
٦٨٠ - (إذا كان يوم الإثنين) كان تامة ويوم فاعلها (وهم صفوف) جمع صف ككفوف في جمع كف (فكشف سجف الحجرة) -بكسر السين بعده جيم- الستر الذي على الباب (ثم تبسم يضحك) أي: حال كونه ضاحكًا فإن ضحكه - صلى الله عليه وسلم - كان تبسمًا، وكذا ضحك الأنبياء قال الله تعالى في شأن سليمان:{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا}[النمل: ١٩].
فإن قلت: ما وجه الشبه في قوله: (كأن وجهه ورقة مصحف)؟ قلت: البياض الصافي فإن لونه كان بياضًا مشربًا بالحمرة، ولأجل الضعف زالت الحمرة.