(وقال نافع: أَمّن ابن الزبير ومَنْ خلفه حتى إن للمسجد لَجَّة) -بفتح اللام وتشديد الجيم-: ويروى: جلبة، وفي رواية: رجّة -بالراء- والمعنى واحد؛ وهو الأصوات المختلفة. (وكان أبو هريرة ينادي الإمام لا تَفُتْني بآمين) وروى البيهقي أن أبا هريرة كان يؤذن لمروان، فشرط عليه أن لا يسبقه بآمين.
٧٨٠ - (عن سعيد بن المسيب) بفتح الياء المشددة على الأكثر.
(إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا؛ فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) فيه دليل للشافعي ومن وافقه في أن الإمام يجهر بالتأمين وإلا لم يمكن وقوف المأموم على ذلك. وقال الكوفيون: يُسِرُّ؛ لأنه دعاء، ودعاء السّر أقرب إلى الإجابة.
والمراد بالملائكة: الكرام الحفظة، وبعض ملائكة السماء، أو هم والسيّاحون في الأرض لسماع الذكر؛ كما جاء في الأحاديث:"إن لله ملائكة سياحين يلتمسون حِلق الذكر". والأول هو الوجه؛ لما رواه بعد باب:"قالت الملائكة في السماء: آمين" والحديث حجة على مالك في قوله: لا يقوله الإمام في رواية عنه، وحمله على الاستغراق بعيد؛ لا لأنه يعظم ذلك لأن حملة العرش ومن حوله يستغفرون للذين آمنوا، بل لأن طائفة منهم ساجدون