عند من جعل الركوع والسجود ركنًا طويلًا دون الاعتدال والجلوس بين السجدتين؛ اللهم إلا أن يقول: ليس في الحديث المساواة، بل قريب المساواة وفيه ما فيه.
والجواب الحق عنه ما قدمنا في باب حدِّ إتمام الركوع أن مالك بن الحويرث كان إذا رفع رأسه من الركوع قام هنية وكذا إذا رفع رأسه من السجدة الأولى، ولم يذكر ذلك في الركوع، وقد روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له:"صلُّوا كما رأيتموني أصلي".
٨٠٢ - (سليمان بن الحرب) ضد الصلح (حماد) بفتح الحاء وتشديد الميم (عن أبي قلابة) -بكسر القاف- عبد الله بن زيد (مالك بن الحويرث) بضم الحاء على وزن المصغر.
(يرينا كيف كان صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) كيف مفعول يرينا؛ أي: كيفية ذلك، جرد عن معنى الاستفهام (فقام فأمكن القيام) أي: قام قيامًا تامًا، كأنه جعل له مكانًا يستقر فيه، ومنه قول النحاة: الاسم المتمكن للمنصرف (فأنصَب هنيَّة) -بفتح الهمزة وضم الهاء وفتح النون وتشديد الياء-: مصغر هنة: وهو القليل من الزَّمان، يقال فيه: هنيهة بالهاء أيضًا (فصلى بنا صلاة شيخنا هذا أبي يزيد) من الزيادة (أبو يزيد) بالموحدة مصغر برد، عمر بن سلمة بن قيس الجرمي من صغار الصحابة، نزل بصرة، وفي رواية الحموي، وكذا ضبطه مسلم، يزيد من الزيادة.
وأنصت بهمزة القطع آخره تاء مثناة فوق ورواه بعضهم بهمزة الوصل آخره باء موحدة مشددة وكلاهما كناية عن الاستواء والطمأنينة.
(إذا رفع رأسه من السجدة استوى قاعدًا، ثم نهض) هذه جلسة الاستراحة التي قال بها الشافعي.