٨٣٣ - وَعَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَعِيذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ. طرفه ٨٣٢
ــ
(اللهم إني أعوذ بك من المأثم) أي: الإثم وهو الذنب، قاله الجوهري، وانما أعاد النداء لأنَّ هذا نوع آخر (والمغرم) قال ابن الأثير: مصدر وضع موضع الاسم، وأصل الغرم اللزوم. استعاذ مما يلزمه فيما يكرهه الله، أو مما يعجز عن الوفاء، دل عليه قوله:(إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف) وهذا الدعاء موضعه بعد التشهد قبل السلام؛ لما روى مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدَّجال".
٨٣٣ - (وعن الزهري: أخبرني عروة أن عائشة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ في صلاته من فتنة الدَّجال) هذا التعليق رواه مسلم مسندًا.
فإن قلت: قول البخاري في الترجمة: قبل السلام، أراد به بعد التشهد، وليس في أحاديث الباب ما يدل عليه؟ قلت: أجاب بعضهم بأن لكل مقام ذكرًا مخصوصًا، فتعين أن يكون هذا بعد التشهد، وَيرِدُ عليه السجود؛ لأنه أمر بالدعاء فيه، وقال: إنه مقمن الإجابة، ولا شك أنَّه قبل التسليم.
والصواب في الجواب: أن هذا على دأب البخاري من الإشارة، وقد جاء في رواية مسلم:"إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتخير من الدُّعاء ما شاء".