بما رواه ابن أبي شيبة:"لا جمعة ولا تشريق إلا في مِصْر جامع" رواه عن علي بن أبي طالب، قالوا: والقرية تطلق على المصر، قال تعالى:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}[يوسف: ٨٢] يريدون به مصر؛ وهو من أعاظم المدن.
قال النووي: حديث: "لا جمعة ولا تشريق" اتفق أهل الحديث على ضعفه، قال: والذي يدل على ما ذهب إليه الشافعي أن أول جمعة صلّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني سالم؛ وهي قرية بين قباءَ والمدينة.
(بوادي القرى) بلدة بأرض الحجاز (وزريق يومئذ على أيلة) -بفتح الهمزة وسكون المثناة تحت-: بلدة على ساحل القلزم مما يلي مصر؛ وهي التي أخبر الله عن أهلها {تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا}[الأعراف: ١٦٣].
(سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كلكم راع وكلكم مسوول عن رعيئه) استدل به ابن شهاب على وجوب إقامة الجمعة على الأمير؛ لأن الرعاية هي المحافظة على أمر الدين والدنيا.
(فكتب ابن شهاب وأنا أسمع يأمرُه أن يجمِّع يخبره أن سالمًا حدثه ...) إلى آخره.
قال بعض الشارحين: فإن قلت: ما المكتوب والمسموع؟ قلت؟ المكتوب هو الحديث؛ والمسموع هو المأمور به.
وليس كما قال؛ فإن الحديث أيضًا مسموع، وكيف يروي حديثًا لم يسمعه.