وقال:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة: ٣] إذ لا يصح عطفُه على المجرور.
وقال بعض الشارحين: إنَّما غيّر الأسلوبَ؛ لأنَّ المراد منه ما يلزم منه وهو بيان النقصان. قلتُ: الحديث المسند في الباب من قضية اليهودي مع عمر، دليلٌ على أن الآية في كمال الإسلام، وتدل عليه بالمطابقة. ونَبَّهَ البُخاريّ على أن من ترك شيئًا من الكمال، كان إيمانه ناقصًا.
٤٤ - (مسلم بن إبراهيم): -على وزن اسم الفاعل- ضد الكافر (هشام) بكسر الهاء (قتادة) -بفتح القاف- أبو الخطَّاب بن دِعَامة السدوسي وُلد أكمه، تابعي جليل القدر (يُخْرَجُ من النَّار من قال لا إله إلَّا الله، وفي قلبه وزن شَعيرةٍ من خيرٍ) يُخْرجُ: بضم الياء على بناء المجهول. ويروى بفتح الياء على بناء الفاعل، والأول أحسنُ لقوله في الحديث الآخر:"أخْرِجوا من النَّار".
فإن قلتَ: الإيمانُ معنى قائم بالمؤمن، فكيف يوزن؟ قلتُ: إما أن يجعل الله الأعراض في صورة الأجسام، أو يوزن ما سُطّر فيه من الصحيفة، كما دلَّ عليه حديث البطاقة كما سيأتي. فلا ضرورة إلى أن يقال: إنه على طريقة التشبيه والاستعارة. وفي الجمع بين قول: لا إله إلَّا الله وعمل القلب دلالة على أنَّه محله. وفيه إبطال قول من قال: إن الإيمان مجرَّد القول كالكراميّة.
فإن قلتَ: ما المراد بالخير في الحديث؟ قلتُ: المرادُ به الإيمان بدليل وقوع الإيمان بدل خير في رواية حُميد عن أنسِ في حديث الشفاعة.