للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ إِيمَانٍ» مَكَانَ «مِنْ خَيْرٍ». [الحديث ٤٤ - أطرافه في: ٤٤٧٦ - أطرافه في: ٤٤٧٦ - ٦٥٦٥ - ٧٤١٠ - ٧٤٤٠ - ٧٥٠٩ - ٧٥١٠ - ٧٥١٦]

ــ

فإن قلتَ: هذا في أصل التصديق أو في الزائد عليه؟ قلتُ: المراد عمل القلب الزائد على أصل التصديق. والذي تدل عليه رواية حُميد عن أنس، فإنَّه روى أن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - قال في المرة الثالثة من الشفاعة "فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبةٍ من خَرْدَلٍ من إيمان، من النَّار، من النَّار، من النَّار. ثم قال في الرابعة: فأقول: يا رب ائذنْ لي فيمن قال: لا إله إلَّا الله. فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي، لأُخْرِجَنَّ منها مَنْ قال لا إله إلَّا الله" فإنَّه صريحٌ في أن المراد نفسُ التصديق أن قول: لا إله إلَّا الله بدون التصديق لا يُعتد به.

قال بعض الشارحين: إنَّما ذكر قولَ لا إله إلَّا الله مع تصديق القلب، لأنَّ المسألة مختلَفٌ فيها؛ فعند بعض العلماء: التصديقُ القلبي لا يكفي في الخروج من النَّار، بل لا بُدَّ من القول والعمل أيضًا، وعليه البُخاريّ. والذي ذكرنا آنفًا في رواية البُخاريّ: من إخراج من قال: لا إله إلَّا الله. يَرُدُّ ما ذكره.

(وفي قلبه وزن ذَرَّةٍ). الذَرَّةُ: النملة الصغيرة. وقيل: ما يدخُلُ في الكُوَّة من شعاع الشَّمس. قال ابن الأثير: قال ثعلب: وزن مئة نملةٍ وزن حَبَّةٍ (وقال أَبَان): يجوزُ صَرْفُهُ وعدم صرفهِ بناءِ على جواز زيادة الألف والنون، وعدم زيادتها. هو أبو زيد بن يزيد البصري. قال بعضُهم: إنَّما ذكره تعليقًا إما لضعفه أو لضَعْفِ شيخه. قلتُ: هذا قولٌ باطل؛ لأنَّ الكل متفقون على كون أَبَان ثقةَ. نَقَل الذهبي عن الإمام أحمد أنّ أبانَ بنَ يزيد ثقةٌ في كل مشايخه. وشيخه هنا: قتادةُ كلّهم صرَّحوا بأنه ثقة، بل إنَّما ذكره تعليقًا تقوية لما أسنده على دأبه في هذا الكتاب. وقيل: إنما أردفَ المسند بما علَّقه عن أبان، لأنَّ قتادةَ مُدَلسٌ. وفي رواية أبان التصريح بالسماع دون رواية هشام. قلتُ: هذا حَسَنٌ، إلَّا أن ما وقفنا عليه من النُّسَخ. وفي رواية هشام أيضًا ذكر السماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>