[آل عمران: ١٧٥] وقال: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}[المائدة: ٢٨]. (وما يُحذَر من النفاق والعصيان من غير توبة) عطف على خوف المؤمن في أول الترجمة مندرج تحتها، ويُحذَرُ: بلفظ المجهول وعطفه على يقول، وجعل ما نافيةً. أي: ما منهم أحدٌ ما يَحْذَرُ عليّ بناء الفاعل يَرُدُّهُ الآية، فإنَّها عامة، والمعطوف عليه قول الصّحابة خاصة. ويروى مكان النفاق "التقاتل".
٤٨ - (محمد بن عَرْعَرة) بعين وراء مهملة مكررتين (زبيد) -بضم الزَّاي على وزن المصغر- هو الحارث اليامي العابد الناسك. قال ابن عيينة: قال زبيد: ألف بعرة عندي خيرٌ من ألف دينار (سألتُ أبا وائل) هو سلمة بن شقيق التَّابعي المعروف الحَضْرمي الأسدي الكوفيِّ. و (المرجئة) طائفة يقولون: لا يضرُّ مع الإيمان المعاصي، كما لا ينفع مع الكفر الطاعاتُ. من الإرجاء وهو التأخير؛ لأنهم أخَّروا العقاب عن المؤمن العاصي. يقال -بالهمزة والياء- بناءً على الاختلاف في كونه مهموزًا أو معتلًا، فإن كان مهموزًا فالنسبة فيه مرجَئي بفتح الجيم بعده همزة مكسورة، وإن كان معتلًا فالنسبةُ إليه مرجي -بكسر الجيم- قاله ابن الأثير. قال الجوهري: يقال: مرجية أيضًا بتشديد الياء (سباب المسلم فُسُوق وقتالُهُ كفر) استدلَّ به على بطلان قول المرجئة وهو ظاهر. والسِّباب -بكسر السِّين- مصدر سَبَّ. يقال: سبَّه سبًّا وسبابًا قاله ابن الأثير. من السُّبة -بضم السِّين- وهو العار.
فإن قلتَ: المؤمن لا يكفر بالقتال. قلتُ: محمول على الاستحلال، واستحلال المجمع على حرمته كفر، أو كفران نعمة أُخوة الإسلام، أو المراد منه التغليظ تنفيرًا عن فعله