قال الجوهري: الحيّ أحدُ أحياء العرب. وقال صاحب "المطالع": هو مَنْزِلُ القبيلة. وسُميت به لأنَّ بعضَهم يحيا ببعض. ومُضَر: -بضم الميم والضاد المعجمة- ابن نزار بن معدّ بن عدنان. ويقال له: مضر بن الحمراء؛ لأنَّ نزارًا كان صاحب الذَّهب والخيل وكان له ابنان: ربيعة ومضر، فاختار ربيعة الخيل ومضر الذَّهب. فقيل لربيعة: ربيعة الفرس، ولمضر: مضر الحمراء.
(فَمُرْنا بأمرٍ فصل نُخبرْ به مَنْ وراءَنا ونَدْخُل به الجنَّة) الفصل مصدر إما بمعنى الفاعل. أي: فاصل بين الحق والباطل، وإما بمعنى المفعول أي: مفصول مبين لا اشتباه فيه، ومن وراءهم قومهم الذين هؤلاء وفدوا لأجلهم. ويروى: من ورائنا، بمن الجارة، والمعنى واحد، قال القرطبي: يروى برفع: نخبرُ وندخلُ، وبالجزم على الجواب، وبالواو في ندخل وحذفها. (أمرهم بأربع ونَهَاهم عن أربعٍ، أمرهم بالإيمان بالله وحده، وإقام الصَّلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن نعطوا من المغنم الخُمس) هذه هي الأمور الأربعة. وما بين الإيمان بالله وحده، وبين هذه من قوله:(أتدرون ما الإيمان) تفسيرٌ له جملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه، فسقط ما تَوهّم من أن قوله أولًا: أمرهم بأربع. ثم قال ثانيًا: أمرهم بالإيمان [بالله] وحده إنَّما صَحَّ باعتبار اشتمال الإيمان على الأجزاء الأربعة. قال النووي: عدّ لهم الأربعة التي وَعَدهم بها. ثم زاد الخامسة، لأنهم كانوا مجاورين لكفار مضر مجاهدين. ومثله قول ابن الصلاح:(وأن تعطوا) ليس من الأربع بل هو معطوف عليها. قلتُ: يُشْكِلُ هذا بما رواه البُخاريّ في كتاب الأدب: "هكذا أربع أربع، أقيموا الصَّلاة إلى آخره، بطرح كلمة الشهادة.
فإن قلت: فكيف يجمع مع قوله: "أمركم بأربع: الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلَّا الله وعقد واحدةً" كذا رواه البُخاريّ في كتاب المغازي؟ قلتُ: وجهُ الجمع أنهم كانوا