اثنتين؛ [علم آتاه اللهُ مالًا] ... ". وحديث: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" وغيرهما، بل لو قيل: أحاديث الكتاب كلها دالةٌ عليه كان صحيحًا. والصَّواب: أنَّه فرّقَ تلك الأحاديثَ في الأبواب لاستنباط الأحكام منها.
ثم قال الشارح المذكور: فإن قلت: فما تقول في قوله فيما بعد: باب فضل العلم؟ قلتُ: الفضل هناك بمعنى الفَضْلَة أي: الزيادة، وهنا بمعنى كثرة الثواب. هذا كلامه وقد التبَسَ عليه من قول رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "شربتُ اللبن حتَّى رأيت الري يَخرُجُ من أظفاري، فأعطيتُ فَضْلَهُ عُمَر"؛ فإن المراد به ما فَضَل عن شُربه، ولم يَدْرِ أن المراد بقول البُخاريّ: باب فضل العلم هو شرب رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - ذلك الشُّرب المُفْرِطَ؛ إذ لو لم يكن العلم غاية الفضل والكمال، لم يقع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قيل: إنَّما بدأ ببيان فضل العلم دون بيان حقيقته؛ لأنَّ العلم عنده بديهي. قلتُ: هذا دعوى بلا دليل. والحقُّ أنَّه: إنَّما لم يتعرضْ لذلك، إذ لم يدلّ آية ولا حديث على أن حقيقة العلم ما هي.
باب: مَنْ سُئل علمًا وهو مشتغل في حديثه فأتمَّ الحديثَ ثم أجاب السائلَ
٥٩ - (محمد بن سِنان) بكسر السِّين (فُلَيح) -بضم الفاء- على وزن المصغر هو: أبو يَحْيَى عبد الملك الخزاعي، وفُلَيح لقبُهُ اشتهر به (ح) قد تقدم أنَّه إشارة إلى تحوُّل الإسناد. وقيل: رَمَزَ إلى (صح) وقيل: إلى الحديث (إبراهيم بن المنذِر) -بكسر الذال- الحِزَامي بكسر الحاء وزاي معجمة (عطاء بن يسار) -بالمثناة تحتُ وسين مهملة- الهلالي القاص مولى