١٣٩٦ - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِى أَيُّوبَ رضى الله عنه أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ. قَالَ مَا لَهُ مَا لَهُ وَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «أَرَبٌ مَا لَهُ،
ــ
العمر مرة على من استطاع سبيلًا، والصوم في السنة مرّة وأيضًا القائم بالصلاة والزكلاة الأكثر أنه لا يخل بهما، ألا ترى إلى قوله تعالى:{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[الأنفال: ٣] كيف اقتصر عليهما.
١٣٩٦ - (عبد الله بن موهب) بفتح الميم والهاء (عن أبي أيوب الأنصاري) خالد بن زيد (أن رجلًا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟ قال: مَا لَهُ؟ وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:أرب ما له).
هذا الرجل ذكروا أنه لقيط بن صبرة العنسي، وقال ابن قتيبة: هذا القائل أبو أيوب، وقد وهم في ذلك، فإن أبا أيوب راوي الحديث، والجواب عنه بانه يجوز أن يبهم الراوي نفسه، يرده رواية مسلم عن أبي أيوب، أن أعرابيًّا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقوله:"ما له ما لهُ" من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما كرر الاستفهام تعجبًا من سؤاله، وماذا حمله على هذا السؤال، ثم أعرض عن ذلك وقال:"أرب ما له" قال ابن الأثير وغيره: هذه الكلمة تروى على ثلاثة أوجه:
الأول: أرب فعلًا ماضيًا على وزن علم؛ ومعناه: الدّعاء عليه أي: أجبت آرابهُ: أي: أعضاؤه، ولا يراد وقوع ذلك، بل هو مثل تربت يداه ونحوه، وفي تأويل هذا الدعاء قولان: الأول: التعجب من حرصه. والثاني: كراهته؛ لذلك السؤال والأول هو الملائم؛ لقوله:"ما له ما له". وقيل: هو من أرب الرجل إذا احتاج كأنه لما قال: "ما له" ثم قال: "أرب" أي: احتاج إلى السؤال "ما له"، أي: أيُّ شيء يريد، وفيه بُعْد لأنه تقدم منه قوله: أخبرني عن عمل يدخلني الجنة.
والوجه الثاني: أَرَبْ على وزن فَرَسْ وما زائدة؛ أي: له حاجة.
والوجه الثالث: أرب على وزن كَتِف -بفتح الأول وكسر الثاني- والأرب: العاقل الحاذق، أي: السائل كامل العقل، فإنه سأل عن أمر مهم له، وتعجب منه كيف اهتدى إلى