للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِى إِلَىَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «بَخْ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّى أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ». فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِى عَمِّهِ. تَابَعَهُ رَوْحٌ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ عَنْ مَالِكٍ رَايِحٌ. أطرافه ٢٣١٨، ٢٧٥٢، ٢٧٥٨، ٢٧٦٩، ٤٥٥٤، ٤٥٥٥، ٥٦١١

ــ

الماء؛ فإنه أعزُّ شيء عندهم في الحدائق (أرجو برَّها) أي: ثوابها، من إطلاق السبب على المسبب (وذخرها) -بضم الذال المعجمة- هو مصدر ذخر، في الأصل أطلق على المال المدخر لوقت الحاجة.

(بخ) -بفتح الباء وسكون الحاء المعجمة- قال ابن الأثير: كلمة تقال عند مدح الشيء، والرضى به، مبنية على السكون، فإذا وصلت بما بعدها جرت ونونت، وربما شددت (ذلك مالٌ رابح، ذلك مال رابح) -بالباء الموحدة- أي: ذو ربح، بشره بثواب الآخرة الذي قصده، ويروى بالياء المثناة، من الرواح؛ أي: يروح عليك نفعه (فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه).

فإن قلت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اجعلها في الأقربين) فكيف صرفها إلى بني عمه؟ قلت: الأقربية أمر نسبي كان بنو عمه الذين أعطاهم أقرب ممن بعدهم، وسيأتي عن أنس: لم يعطني منه شيئًا؛ مع أنه من بني عمه، أويجعل عطف بني عمه تفسيريًّا.

فإن قلت: سيأتي في البخاري: أن أبا طلحة أعطاها ذوي رحمه، وبنو عمه ليسوا ذوي المحارم؟ قلت: سيأتي أيضًا أنه قسمها في أبي بن كعب، وحسان، وهما من بني عمه، والتحقيق في هذا المقام أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذكر الأقربين أولًا، ثم عمم، ولذلك جاء في رواية أنه قال: "اجعلها في فقراء قرابتك".

(روح) بفتح الراء وسكون الواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>