الماء؛ فإنه أعزُّ شيء عندهم في الحدائق (أرجو برَّها) أي: ثوابها، من إطلاق السبب على المسبب (وذخرها) -بضم الذال المعجمة- هو مصدر ذخر، في الأصل أطلق على المال المدخر لوقت الحاجة.
(بخ) -بفتح الباء وسكون الحاء المعجمة- قال ابن الأثير: كلمة تقال عند مدح الشيء، والرضى به، مبنية على السكون، فإذا وصلت بما بعدها جرت ونونت، وربما شددت (ذلك مالٌ رابح، ذلك مال رابح) -بالباء الموحدة- أي: ذو ربح، بشره بثواب الآخرة الذي قصده، ويروى بالياء المثناة، من الرواح؛ أي: يروح عليك نفعه (فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه).
فإن قلت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اجعلها في الأقربين) فكيف صرفها إلى بني عمه؟ قلت: الأقربية أمر نسبي كان بنو عمه الذين أعطاهم أقرب ممن بعدهم، وسيأتي عن أنس: لم يعطني منه شيئًا؛ مع أنه من بني عمه، أويجعل عطف بني عمه تفسيريًّا.
فإن قلت: سيأتي في البخاري: أن أبا طلحة أعطاها ذوي رحمه، وبنو عمه ليسوا ذوي المحارم؟ قلت: سيأتي أيضًا أنه قسمها في أبي بن كعب، وحسان، وهما من بني عمه، والتحقيق في هذا المقام أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذكر الأقربين أولًا، ثم عمم، ولذلك جاء في رواية أنه قال:"اجعلها في فقراء قرابتك".