قوله تعالى:{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ}[البقرة: ١٩٦](وإن نأخذ بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه لم يحل حتى بلغ الهدي محله).
فإن قلت: هذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لا قوله. قلت: مراده أن هذا فعله، فكيف يقول شيئًا يخالف فعله، وقد غفل عن قوله لأصحابه الذين لا هدي معهم، وأن فعله ذلك لكونه ساق الهدي.
١٧٩٦ - (عن أبي الأسود) محمد بن عبد الرحمن المعروف بيتيم عروة كان يسمع أسماء كلما مرت بالحجون) -بفتح الحاء- موضع بأعلى مكة، فيه المقابر (صلى الله على محمد) هذا مقول أسماء (نزلنا ههنا معه ونحن يومئذٍ خفاف) بكسر الخاء جمع خفيف (قليل ظهرنا) أي: مراكبنا. وإطلاق الظهر عليها لأنه محل الحمل، وبه قوام الدّابة (فاعتمرت أنا وأختي والزّبير وفلان وفلان، فلما مسحنا البيت أحللنا) لا بدّ من السعي أيضًا؛ إلا أنها اقتصرت على ذكر الطواف دفعًا لتوهم الوقوف بعرفة (ثم أهللنا من العشي بالحج).
فإن قلت: قد تقدم من كلامك أن عائشة قارنة، فكيف أخبرت عنها بالإحلال، ثم إنشاء الحج؟ قلت: محمول على غير الحج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فإن قلت: سياق الكلام يدل على أنه كان في الحج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: لو سلم لم تكن أسماء عالمة بذلك بذلك، وتوهم مِنْ نقضِ عائشة رأسها أنّها أحلت.
فإن قلت: في رواية مسلم عن صفية عن أسماء أن الزبير كان معه الهدي فلم يحل. قلت: قولها هنا: فأحللنا تريد من لم يكن معه الهدي وإنما لم يستثن الزبير لعلمهم بأنّ من ساق الهدي لا يحل.