(كل امرئ مصبح في أهله ..... والموت أدنى من شراك نعله)
مصبح -بفتح الباء المشددة- أي: مأتي في الصباح، من صبحه إذا أتاه في الصّباح.
قال ابن الأثير: معناه مأتي بالموت في الصباح، وعندي هذا لا يستقيم لقوله بعده: والموت أدنى من شراك نعله والصواب أن هذا على عادة العرب من قولهم: صبحك الله بخير أو بالسّلامة أو نحوها، والحال أنّ الموت أقربُ إليه من كل قريب.
(وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى) على بناء الفاعل، قال الجوهري: يقال: أقلع فلان عما كان عليه، وأقلعت عنه الحمى (يرفع عقيرته) -بفتح العين وكسر القاف- أي: صوته، وأصل هذا أن رجلًا قطعت رجله كان يرفعها على الأخرى، ويصيح من شدة الألم، ثم اتسع فيه، فأُطلق على كل صوت يرفع من ألم.
(يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلة ..... بوادٍ وحولي إِذخر وجليل
وهل أَرِدَن يومًا مياه مجنة ........ وهل يبدون لي شامة وطفيل)
البيت من بحر الطويل، وألا: حرف تنبيه؛ أي: ألا يا قومي، وإذخر -بكسر الهمزة وذال معجمة- نبت معروف. وجليل -بالجيم- هو الثمام إذا عظم. ومجنة -بفتح الميم وفتح الجيم وتشديد النّون- سوق من أسواق الجاهلية بقرب مكة. شامة وطفيل -بفتح الطاء وكسر الفاء- جبلان بمكة، وقيل: عينان.
فإن قلت: ما هذه النون في أبيتن وأردن ويبدون؟ قلت: نون التأكيد.
فإن قلت: نون التأكيد إنما تدخل الفعل إذا كان فيه معنى الطلب؟ قلت: الإستفهام هنا للتمني، وفيه معنى الطلب.