(إلى أرض الوباء) -بالمد والقصر- قال ابن الأثير: هو الطاعون والمرض العام.
قلت: لا يصح حمله على الطاعون؛ لما تقدم من أنّ الطاعون لا يدخل المدينة، اللهم إلاّ أن يكون الإخبار بعدم دخول الطاعون متأخرًا عن هذا.
(وانقل حماها إلى الجحفة) بضم الجيم قرية في طريق الشام إلى مكة، كان اليهود يسكنها، فاستجاب الله دعاءه فخربت، وقيل: كل من يأتي بها إلى الآن تحصل له الحمى.
(وكان بطحان يجري نجلًا، تعني: ماء آجنًا) أي: متغيرًا، وبطحان -بضم الباء- واد بالمدينة. قال القاضي: تفسير البخاري نجلًا بآجنًا فيه نظر؛ لأن النجل هو القليل.
قلت: القليل لا سيما في تلك البلاد الحارة يلزم التغيير، وهو مراد عائشة، وتفسير الشيء بلازمه إذا دلت عليه قرينة شائعٌ في كلام العرب.
١٨٩٠ - ([ابن] زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن أمه)، (وقال هشام: عن زيد بن أسلم عن أبيه) روي أولًا مسندًا عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر وثانيًا تعليقًا عن زيد بن أسلم عن [أبيه] بواسطة حفصة عن عمر؛ وثالثًا تعليقًا عن زيد بن أسلم عن أبيه بواسطة حفصة أيضًا، والظاهر أنه سمع تارة بواسطة وأخرى بدونها، وقدم الذي بلا واسطة لأنه أقوى، وأتبعه برواية الواسطة تقوية.
هذا آخر كتاب المناسك، وعلى الله التوفيق لإتمام الكتاب في عافية بلا محنة، إنه ولي التوفيق.