النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- يتبايعون الثمار) أي: يبيع بعضهم ويشتري الآخر (فإذا جدّ النَّاس وحضر تقاضيهم) بالدال المهملة والتشديد: قطع الثمر (قال المبتاع) أي: المشتري (أصاب الثمر الدُّمان، أصابه مراض، أصابه قشام) الدُّمان -بضم الدال وتخفيف الميم-: اسوداد الثمر وفساده قبل الإدراك. والمراض -بضم الميم-: النحل. والقشام بضم القاف: عاهة تصيب ثمر النخل قبل أن يصير بلحًا. (فإمّا لا) إن الشرطية زيد عليها ما، والفعل محذوف؛ أي: إن لا يتركوا هذه المبايعة، وقد يقرأ بإمالة لا، ويكتبها بعضهم هكذا (مالى) إشارة إلى الإمالة، وكأنهم أشاروا بالإمالة إلى أن الكلام فيه حذف، وهذا عرف منهم، وإلا فالحرف ليس له أصل في الإمالة، ونقلت عن سيبويه أنها جعلت مع ما قبلها كالشيء الواحد، فصارت كأنها أَلْف رابع فأميلت (فلا تبيعوا حتَّى يبدو صلاح الثمر) بدو صلاح الثمر: أن يمكن الانتفاع به من حيث إنه ثمر، فخرج عنه الحصرم؛ فإنَّه وإن كان منتفعًا به فليس من حيث إنه ثمر، وقد بينه سائر الروايات "يصفر ويحمر"(كالمشورة يشير بها) بفتح الميم وسكون الشين ويروى بضم الشين وسكون الواو أي: لم يكن ذلك حكمًا جازمًا؛ لكن الأحاديث المروية بعده فيها الجزم بذلك.
(وأخبرني خارجة بن زيد) هذا من كلام عروة، عطفٌ على قوله: عن سهل (أن زيد بن ثابت لم يكن يبيع ثمار أرضه حتَّى تطلع الثريا).
روى عطاء عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا طلع النجم صباحًا رفعت العاهة عن أهل البلد"(رواه علي بن بحر) أبو الحسن القطَّان البغدادي، ليس له ذكر في "البُخَارِيّ إلَّا في هذا الموضع (حَكَّام) بفتح الحاء وتشديد الكاف ابن مسلم الكناني الرَّازيّ، ليس في الرواة غيره، قال الذهبي: حدثه ببغداد.