١٠٤ - (عن أبي شُرَيح) بضم المعجمة مصغر شرح بالحاء المهملة، خويلد بن عمرو.
قال النووي: أو عكسه. وقيل: اسمه عبد الرحمن، وقال هانئ: الخزاعي الكعبي.
(قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البُعُوثَ إلى مكة) عمرو بن سعيد هذا هو ابن سعيد بن العاص الأموي، المعروف بالأشدق. خرج على عبد الملك بن مروان ثم قتله في داره غدرًا، ولما حضر عبدَ الملك الوفاةُ، قال لأولاده: احفظوا هذا السيف، فانه قتلتُ به عمرًا. والبُعُوث -بضم الباء- جمع بعث -بفتحها وسكون العين- قال الجوهري: هي الجيوش، وكان إرساله تلك البعوثَ لقتال ابن الزبير (ائذن لي أيها الأمير، أحدّثك حديثًا قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغَدَ من يوم الفتح) أي: يأتي يوم الفتح، ومعنى القيام به أنَّه خطب به (سمعَتْهُ أُذَنَاي) أي: لفظ ذلك (ووعاه قلبي) أي: معناه، وأبصرته عيناي. أي: ما يمكن رؤيته من تحريك الشفتين واللسان (إن مكة حَرَّمها الله ولم يُحَرّمها الناس).
فإن قلت: قد جاء في الرواية الأخرى: "إن إبراهيم حرَّم مكة"؛ قلت: مجاز عن إظهار ما حرَّم إذ لا حكم [إلا] لله تعالى وتقدس.
(يؤمن بالله واليوم الآخر) أي: بالمبدأ والمعاد، وهذا مثل قوله تعالى:{هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: ٢] وإن كان هدًى للناس كافة؛ لأن المتقين هم الذين انتفعوا بها (أن يَسْفِكَ بها دمًا). السَّفْكُ: الإراقةُ مع الكثرة في كل مائع. قال ابن الأثير: وهو بالدم اختصّ (ولا يَعْضِدُ بها شجرةً) أي: لا يقطع، وكذا حكم سائر ما ينبت بنفسه إلا الإذخر، كما سيأتي