٣٢٣١ - (وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة) قيل: أراد بالعقبة المشهورة بمنى، والظّاهر أنَّه أراد قرن الثعالب، كما جاء في الرّواية الأخرى.
(عرضت نفسي على [ابن] عبد ياليل بن كلال) -بضم الكاف وتخفيف اللّام- هذا هو الذي أراد به المشركون من قولهم:{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}[الزخرف: ٣١] وله أخوان آخران كانوا رؤساء طائف، ذهب إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم إلى الله، فلم ير منهم ما أراده، وكان معه زيد بن حارثة، فقال لهم بعد:"إن لم تدخلوا فيما دعوتكم إليه فاكتموا الأمر الذي ذكرته لكم" فأبوا إلا إيذاءه وأغروا به السفهاء.
(فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب) أي: استغرق في الهمّ بحيث غفل عن حاله (فناداني مالك الجبال) أي: الموكّل بأمر الجبال (أن أردت أن أطبق عليهم الأخشبين) بالخاء المعجمة، أبو قبيس والجبل الأحمر الذّي وجهه على قعيقعان، والأخشب لغة: كل جبل غليظ (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله، ولا يشرك به شيئًا) هذا شأن رحمة العالمين لا كنوح حيث قال: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}[نوح: ٢٦] ولا كموسى حيث قال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا}[يونس: ٨٨].