[عمرو بن شرحبيل](الرحيم بلسان الحبشة) تفسير الأواه، قال ابن الأثير: معناه كثير التأوه والتضرع، وقيل: كثير البكاء.
٣٣٤٩ - (إنكم محشورون حفاة عراة غرلًا) -بالغين المعجمة- جمع أغرل، الذي لم يختن، والغرلة: هي القلفة التي يقطعها الخاتن (ثم قرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}[الأنبياء: ١٠٤] استدل به على أن الحشر والإعادة على نمط البدء، وقد ذكر الغزالي أنه يستحبُّ لمن به الجنابة أن يغتسل ثم يحلق رأسه؛ لأن تلك الشعرة تعاد يوم القيامة فتكون بوصف الطهارة (وأول من يُكسَى يوم القيامة إبراهيم) لأنه جرد في الله حين ألقي [في] النار، وهذا كصعقة موسى عليه السلام في الطور، فلم يصعق حين صعق الناس يوم القيامة، وأمثال هذه الأمور لا تنافي أفضلية نبينا سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، فإنها أمور جزئية.
قال بعضهم في دفع الإشكال: إن المتكلم غير داخل، فلا يلزم تقدمه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا غلط منه، لما روى البيهقي وأبو نعيم:"ثم أوتى بكسوتي" بلفظ ثم، وفي بعض الروايات:"فيجلسني الله عن يمينه" يشير إلى أن إبراهيم وإن قدم في اللبس، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقدم عليه في المرتبة، ولذلك عبر عنه باليمين، وإلا فالله تعالى منزه عن اليمين