(لا تخافي الصنيعة) أي: الضياع (فإن هاهنا بيت الله) أي: موضع بنيته، لقوله:(يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله) أي: أهل هذا البيت، أو أهل إبراهيم (فكانت كذلك) أي: سارة (حتى مرت بهم رُفْقة) -بضم الراء- جمع رفيق (من جرهم) -بضم الهاء- قال الجوهري: حيٌّ من اليمن، قلت: هم أولاد جرهم بن قحطان، ذكره ابن هشام في السير (من طريق كداء) -بفتح الكاف والمد- أعلى مكة، وفي بعضها: كُدَى -بضم الكاف والقصر- وهو أسفل مكة (فرأوا طائرًا عائفًا) بالفاء أي: حاتمًا دائمًا.
(فأرسلوا جريًّا) -بالجيم- على وزن حييًّا- الذي يجري ويسرع (أو جريين) أتى بعد الأول آخران اهتمامًا بتحقيق الخبر، لقوله:(فإذا هم بالماء فرجعوا) فأو بمعنى الواو لا الشك كما قيل (فألقى ذلك أُمَّ إسماعيل) بالنصب، أي: نزولهم هناك صادف أمَّ إسماعيل محلًّا حسنًا، أو الرفع لوجود الفاصل، أي: وجدت ذلك حسنًا لوجود الأُنس بهم (وشبَّ الغلام) أي: صار شابًّا بعد كونه غلامًا (وتعلم العربية) هذا يدلُّ على بطلان قول من يقول: إن إسماعيل أوَّل من تكلم بالعربية (وأنفسهم) على وزن الماضي، أي: رغبتهم فيه كونهم رأوا فيه أثر النَّفَاسة ساطعًا، ومنه التنافسُ في الشيء، كيف لا وفي جبينه نور سيِّد المرسلين، وهو بضعة من قدوة الموحِّدِين، خليل ربِّ العالمين؟.