(آلله أمرك بهذا؟) بالاستفهام (حتى إذا نفِد) -بفتح النون وكسر الفاء ودال مهملة- أي: لم يبق منه شيء (فعطشت) بكسر الطاء (وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى) -بتشديد اللام- أي: يتقلب من ألم العطش، أو يتلبط، هو بمعنى يتلوى، وقيل: هو الضرب باليد كالخيط بالرجل (رفعت طرف درعها) أي قميصها، ولا يطلق على قميص الرجل، وإنما رفعته ليمكن لها السعي.
(ثم سعت سعي الإنسان المجهود) أي: الذي أصابه الجهد، أي: المشقة، فإنه يبالغ في ذلك (فلما أشرفت على المروة سمعت صوتًا فقالت: صه) بسكون الهاء، ويروى بالتنوين أي: اسكت (تريد نفسها) والظاهر أنها كانت تناجي نفسها كما ترى من الواقع في المشقة يحدث نفسه (ثم تسمعت) بالتشديد أي: تكلفت للسماع (قد أسمعت إن كان عندك غواث) -بضم الغين المعجمة- قال ابن الأثير: هو كالغياث اسم من الإغاثة، أي: إن كان عندك إغاثة فاعجل فيه (فجعلت تحوضه) -بضم التاء وتشديد الواو- أي: تجعله حوضًا (وتقول بيدها هكذا) أي: تعمل بيدها الحوض، فإن القول يطلق على كل فعل (فجعلت تغرف من الماء في سقائها) خوفًا من انقطاعه (وهو يفور) أي: ينبع بكثرة، من فوران القدر.