٣٣٦٤ - (أبي وداعة) بفتح الدال (قال ابن عباس: أولي ما اتخذ النساء المِنطق) -بكسر الجيم- قال ابن الأثير: ويقال له: النطاق، وهو أن تشد المرأة وسطها وترفع الثوب الذي عليها، ثم ترسله على الأسفل، عند معاناة الأشغال، لئلا يعثر ذيلها (من قبل أم إسماعيل) -بكسر القاف- أي: من جهتها (اتخذت منطقًا لتعفي أثره على سارة).
فإن قلت: ما معنى هذا الكلام؟ قلت: قيل أرادت بذلك الفعل أنها في صورة الخادم [.....] أصلح ما أفسد، وقيل: معناه أن سارة غضبت عليها فحلفت أن تقطع ثلاثة أعضاء، منها فقال إبراهيم: أنقب أذنيها وتختن لِتَبَرَّ يمينها [فلا]، فتحنث، فلما جرى منها الدم اتخذت منطقة لئلا يُرَى أثر الدّم، هكذا قال بعضهم، ولا معنى للقولين، والذي ظهر لي أنها غارت على هاجر كما هو دأب النساء، خافت هاجر منها أن تذهب إلى إبراهيم ظاهرًا، فإن سارة تعاقبها على ذلك، فاتخذت المنطق، فإن الثوب إذا أرسل من فوق بعد شد الوسط بحيث يقع على الأرض، فهو لكونه غليظًا يعفي، أي: ويستر ويستر آثار المشي والأقدام، بخلاف الذيل فإنه خفيف رقيق لا يمحو آثار الأقدام، وقال شيخنا: إنما اتخذت منطقًا لما غارت عليها سارة وهربت منها، والله أعلم بالصَّواب.
(وضعهما عند البيت) أي: بقرب موضع البيت؛ إذ لم يكن هناك بناء (عند دوحة) بدل من: عند البيت، والدوحة: الشجرة العظيمة (ووضع عندهما جرابًا فيه تمر، وسقاء فيه ماء) بكسر الجيم والسين ويجوز فتح الجيم (ثم قفى) أي: ولى، بتشديد الفاء من القفا