للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدِيثٍ فَأَخْبَرَتْهَا. قَالَتْ فَسَمِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ نَعَمْ. فَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا، فَمَا أَفَاقَتْ إِلَاّ وَعَلَيْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ، فَجَاءَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «مَا لِهَذِهِ». قُلْتُ حُمَّى أَخَذَتْهَا مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ، فَقَعَدَتْ فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَا تُصَدِّقُونِى، وَلَئِنِ اعْتَذَرْتُ لَا تَعْذِرُونِى، فَمَثَلِى وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ، فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ. فَانْصَرَفَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَا أَنْزَلَ، فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ بِحَمْدِ اللَّهِ لَا بِحَمْدِ أَحَدٍ. أطرافه ٤١٤٣، ٤٦٩١، ٤٧٥١

٣٣٨٩ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَرَأَيْتِ قَوْلَهُ (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا) أَوْ كُذِبُوا. قَالَتْ بَلْ كَذَّبَهُمْ قَوْمُهُمْ. فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ وَمَا هُوَ بِالظَّنِّ. فَقَالَتْ يَا عُرَيَّةُ، لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ. قُلْتُ فَلَعَلَّهَا أَوْ كُذِبُوا. قَالَتْ مَعَاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ

ــ

وبالتخفيف على وجه الإصلاح (حمَّى بنافض) أي: الحرارة مع البرودة (قالت: بحمد الله، لا بحمد أحد) عرَّضت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - كونه تخيل من مقالة المنافقين، فبرأها الله بوحي يتلي إلى آخر الدهر.

٣٣٨٩ - (أرأيتِ قول الله) بتاء التأنيث، خطاب من عروة لعائشة ({حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: ١١٠] أو كذبوا) أي: مخففًا أو مثقلًا (قالت: بل كذبهم قومهم) ليس عندها أن يقرأ مخففًا، لكنها قراءة الكوفيين حمزة وعاصم والكسائي.

والتبس على بعض الشارحين، فقال: معنى قول عروة كُذِبُوا -بالتخفيف- أي: من عند ربهم، فقالت: بل من جهة أَتْبَاعهم. أي ظن الرسلُ أن أتباعهم لم يكونوا صادقين في إيمانهم، وهذا كلامٌ باطل لا مساسَ له بالمقام.

وقولها: (يا عُريَّة) مصغر عروة؛ لأنه ابن أختها تصغير تحبب، وحاصل المقام أن عروة استشكل لفظ الظن، فإن الكفار قد كذبوا الرسل تحقيقًا، فما وجهُ الظن؟ وأجابت عائشة أن الكفار كذبوهم يقينًا ولما أبطأ النصر ظن الرسل أن المؤمنين كذبوهم فيما وعدوهم.

هذا وأما وجه قراءة التخفيف أن الرسل لما أبطأ النصر ولم يكن سَبَقَ وعدٌ من الله بالنصر في ذلك، لكن نفوسهم كانت تحدث ظنًّا ورجاء من الله، فلما تأخر ظنوا أنَّ حديث النفس كان خلاف الواقع، ونقل الجَعْبَري عن ابن عباس أن الظنَّ بمعنى الوسوسة، وذلك جائز على الرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>