٣٤٤١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّىُّ قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِى الزُّهْرِىُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ لَا وَاللَّهِ مَا قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لِعِيسَى أَحْمَرُ، وَلَكِنْ قَالَ «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ،
ــ
عينيه غائرتان (كأشبه من رأيت بابن قطن) بفتح القاف والطاء، وهو عبد العزى بن قطن الخزاعي بن علي.
فإن قلت: في البخاري وغيره أن الدجال لا يدخل مكة والمدينة، فكيف رآه طائفًا بالبيت؟ قلنا: أجاب بعضهم بأن ذلك زمن خروجه ودعواه الألوهية، وأيضًا لفظ الحديث:"لا يدخل مكة" فلا ينافي دخوله في الزمن الماضي، وليس بشيء، وذلك أن هذا رؤية منام فرئي مثاله لانفسه، ألا ترى أنه رأى عيسى يطول بالبيت، ونحن نقطع بأن عيسى من يوم رُفِع لم ينزل إلى الأرض، والمنام له تأويل يصرف به عن ظاهره، كما رأى رسول الله أبا جهل في رؤياه في الجنة، وأسيدًا وكانا هلكا كافرين، فكان تأويل الرؤيا إسلام عكرمة بن أبي جهل وعتاب بن أسيد، ألا ترى أنه قال في الرواية الأخرى:"تمثل لي الأنبياء" إذ معناه تصوروا بصوتهم، وفي رؤياه إذا رآه الإنسان فإنه رآه حيًّا، وإنما رأى مثاله، ألا ترى أنه قال في آخر الحديث:"فإن الشيطان لا يتمصل بي" وفي الرواية الأخرى "لا يتصورني" وهذا لا يجوز الشك فيه.