والوجه الآخر: أن يكون أمرًا له بأن يداوم على القراءة، فإن الملائكة تلازم قراءته، والوجه الأول أولى؛ لما جاء في الرواية الأخرى أنه اعتذر بأنه خاف أن تدوس الفرس ابنه في نحيّ وقد أشرنا إلى أن هذا وأمثاله من أمته معجزة له.
٣٦١٥ - (أبو الحسن الحراني) -بفتح الحاء، وراء مشددة- نسبة إلى حران بلد بديار بكر (زهير) -بضم الزاي مصغر-، روى حديث الهجرة، وقد سلف ونشير إلى مواضع منه (أسرينا) يقال: سرى وأسرى لغتان (حتى قام قائم الظهيرة) وقت الاستواء، الكلام على التشبيه؛ وذلك أن الشمس إذا بلغ سيرها إلى وسط السماء أبطأ حركة الظل، فيظن أن الشمس واقفة (فرُفِعَت لنا صخرة) على بناء المجهول -أي: ظهرت من بعيد- (نمْ يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أنفض لك ما حولك) أي: أتحسس، في مثل للعرب بالليل أحفظ وبالنهار أنفض (لمن أنت يا غلام؟ فقال لرجل من أهل المدينة، أو بمكة) الشك من الراوي، والمدينة هي مكة، فإن كل بلد يطلق عليها مدينة، وفي الرواية الأخرى، فعرفته وبه يرتفع الإشكال، وهو أنه كيف يشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير إذن صاحبه وقد قال بعض من لم يدر هذا القيد: إنما شرب منه لأنه كان مضطرًا، أو لأنه كان مال الحربي، أما عدم الاضطرار