لأن النظر تقليب الحدقة، وهو محال عليه تعالى (فقال: إنك لست تصنع خيلاء) دل على أن مناط الذم هو الخيلاء (فقال أبو بكر إن أحد شقَّي ثوبي يسترخي) الكلام وقد استثنى في الحديث الآخر موضعين: الخيلاء في الحرب، وفي الصدقة منهم فإن الله يحبها.
٣٦٦٦ - (من أنفق زوجين) أي: فردين من أي صنف كان، قال ابن الأثير: جاء مفسرًا لما سئل ما الزوجان؟ قال: فرسين أو عبدين (ما على الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة) أي: الدخول إنما يكون من باب واحد، فلا ضرورة له بالدعاء من الأبواب كلها (ثم سئل هل يُدعَى أحد من الأبواب كلها؟ فقال: بلى وأبو بكر منهم) والمقصود من ذلك إظهار الشرف، فإنه يستحق الدخول من كل واحد لإيتانه بالأعمال التي استحق بها.
هذا معنى الحديث عند كل ذي فطرة، ومن الشارحين من قال:"من تلك الأبواب" تقديره من أحد تلك الأبواب، ففيه إضمار، أو هو من باب توزيع الأفراد؛ لأن الموصول والجمع عامان. ثم قال: والمقصود دخول الجنة، فلا ضرر على من دخل من أي باب شاء. انظر أي كلام أفسده، وأي معنى أتلفه، وكيف خفي عليه أن الدعاء إذا كان من أحد تلك الأبواب، فأي فائدة في السؤال بقوله: هل يدعى أحد منها كلها؟