التشبيه لا يقتضي التساوي، بل المشبه ناقص عن المشبه به في وجه الشبه، وفي رواية البخاري أيضًا في الرقائق لفظ: مثل، وفي كتاب الصيام:"من توضأ وضوئي هذا ... " وهذا أبلغُ من لفظ المثل، وفي حديث التهجد قول ابن عباس: فصنعت مثل ما صنع، كافٍ.
١٦٠ - (وقال إبراهيم) أي: ابن سعد. هذا تعليقٌ من البخاري (فلما توضأ عثمان قال: لأحدثنكم) في بعضها: ألَا أحدِّثُكم؟ بصيغة العرض (لولا آيةٌ ما حدثتكموه) الآية قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ}[البقرة: ١٥٩]) وإن كانت نازلةً في أهل الكتاب إلا أن العبرةَ بعموم اللفظ وقد سَبَق من أبي هريرة: "لولا آيتان". الآيةُ المذكورة والتي بعدها. ولما كان مؤداهما واحدًا اكتفى عثمان بإحداهما، وإنما كان مراد عثمان من قوله هذا: أن الناس يتكلمون على هذا، ويقصّرون في العبادة. ومثله ما تقدم من حديث معاذ بن جبل.
(لا يتوضؤ أحدٌ فيُحسن الوضوء) إحسانُ الوضوء يجوزُ أن يكون بغسل الأعضاء كما في الآية، ويجوزُ أن يراد غسل الأعضاء ثلاثًا ثلاثًا، كما وقع في الإسناد الأول.
(ويصلي الصلاة) أي: صلاة من جنس الصلوات، ولذلك أطلقه، ويجوز أن يكون إشارةً إلى إحدى الصلوات الخمس، لكونها مكفرات لما بينهن كما سيأتي. وفي رواية مسلم:"فيصلي الصلوات الخمس". وهذا يدفع ذلك الاحتمال. وقوله: (إلا غفر له ما