شعرًا بعدما علمني الله البقرة وآل عمران فزاد عمر في عطائه خمسمئة، وعن أنس أن لبيدًا مات وعمره مئة وأربعون سنة.
فإن قلت: ما وجه إيراد هذه القصيدة في أيام الجاهلية؟ قلت: في قوله: ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ إشارة إلى بطلان ما كان فيه الناس أيام الجاهلية وقد استشكل قوله: وكل نعيم لا محالة زائل، فإن نعيم الجنة دائم، وهذا ليس بشيء فإنه يريد نعيم الدنيا لأنه قاله في الإسلام. وحتى قال بعض القاصرين: إنه لما قال ذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كذبت فإن نعيم الجنة غير زائلة، وهذا لم نجده في كلام من يعتمد عليه كابن عبد البر وغيره على أنه روي عنه بيت بعده:
سوى جنة الفردوس إن نعيمها
لكن نقل شيخنا أنه قال أحد المشركين لما سمع البيت.
(وكاد أمية بن الصلت أن يُسلم) كان رجلًا من ثقيف، وكان يؤمن بالدار الآخرة، وكان قد قرأ الكتب وخالط أهل الكتاب ويعلم أن نبينا كائن في العرب ويسعى أن يكون هو، فلما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفر به ومات حسدًا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستنشد شعره، وقال لما سمع قوله في التوحيد وأحوال القيامة:"آمن شعره وكفر قلبه"، وله أخت اسمها فارعة، وردت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موته فسألها عن أحواله، فقالت: كان راقدًا يومًا فكشف عن سقف البيت فنزل رجلان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال أحدهما للآخر: وعى ثم ذهبا، فلما استيقظ سأل أخته هل جرى أمرٌ فأخبَرته بما كان، فقال كان خيرًا صرف عني.